نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: باسم فلسطين.. خونة الداخل ينخرطون في مؤامرة خارجية خبيثة لضرب استقرار المغرب - تليجراف الخليج اليوم الخميس 7 أغسطس 2025 11:56 مساءً
في خضم التوترات التي تعرفها المنطقة، برزت في الآونة الأخيرة على الساحة الوطنية المغربية أصوات مشبوهة، تنتمي إلى تيارات "إخونجية" وأخرى مدفوعة بأجندات خارجية، تحاول استغلال القضية الفلسطينية مطية لزرع الفتنة وتأليب الرأي العام ضد مؤسسات الدولة.
هذه الجهات لم تتردد في استغلال أخبار غير مؤكدة، كالمزاعم التي تحدثت عن رسو سفن إسرائيلية في ميناء طنجة، لإطلاق حملة تشويه وتحريض خطيرة، تجلت في وقفات احتجاجية رفعت فيها شعارات تتهم الدولة المغربية بالتواطؤ وتطالب بإنهاء التطبيع، في خطوة لا علاقة لها بالدفاع عن فلسطين، بقدر ما تخدم مشروعًا تخريبياً ممنهجاً.
الوقائع تشير بوضوح إلى أن ما جرى ليس تعبيراً عفوياً عن الرأي، بل تحركا منسقا تقف خلفه أطراف تكنّ العداء للوحدة الوطنية، وتبحث عن أي ذريعة لبث الشك والانقسام داخل المجتمع.
الغريب في الأمر أن هذه التحركات تأتي متزامنة مع حملات ممنهجة تقودها جهات معروفة، على رأسها النظام الجزائري، وأذرعه الإعلامية و السيبرانية، مدعومة من قطر وإيران، في محاولة يائسة لضرب استقرار المغرب وتشويه سمعته إقليمياً ودولياً.
كل هؤلاء ينسقون مع بعض الوجوه المحلية التي باعت ضميرها، وسخّرت خطاب "نصرة فلسطين" كغطاء لتحركات سياسية موجهة، تستهدف في جوهرها شرعية الدولة ومؤسساتها.
لكن الواقع يكشف زيف هذه الادعاءات. فالمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يظل من أكثر الدول التزاماً بالدفاع الحقيقي عن القضية الفلسطينية، ليس بالشعارات، بل بالفعل الميداني والدبلوماسي. فالمملكة المغربية كانت من السبّاقين إلى إطلاق جسر جوي يومي لنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، ووفرت مستشفيات ميدانية وأطقمًا طبية ظلت مرابطة في القطاع رغم المخاطر، كما لعبت أدوارًا محورية في تهدئة الأوضاع والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.
هذه الحقائق يشهد بها الفلسطينيون أنفسهم، ويقدرونها عالياً، في وقت لم تقدّم فيه الأطراف المتآمرة على بلادنا سوى الخطابات الرنانة والشعارات الجوفاء التي لم تُسهم إلا في تعميق معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
من المؤسف جدا أن هناك من ينخدع بهذه التحركات ويجاريها بدافع الحماسة أو قلة الوعي، دون إدراك حقيقي لحجم المخاطر التي تتهدد البلاد. فالمخطط أكبر من مجرد وقفات احتجاجية، بقدر ما هو استهداف صريح لنموذج الدولة المغربية، التي أضحت تزعج خصومها بنجاحاتها التنموية وصعودها الإقليمي. ولهذا، فإن استهدافها لم يعد يقتصر على الجبهة الخارجية، بل بات يُنفذ أيضًا من الداخل، عبر أبواق مأجورة ووجوه تتستر خلف قضايا عادلة لتمرير أجندات ظلامية لا علاقة لها لا بفلسطين ولا بالحرية ولا بالعدالة.
وأمام هذا الوضع، بات من الضروري التحلي بكثير من اليقظة والوعي، والتمييز بين من يدافع عن فلسطين بالفعل وبين من يحاول تفجير استقرارنا من داخلنا باسم فلسطين. فالمغرب لم يكن يوماً غائباً عن دعم القضية، بل كان دائماً في الصفوف الأولى، قيادة وشعباً، وعمل على الجمع بين الدفاع عن فلسطين وصون أمنه واستقراره الداخلي، وهذا ما لا يروق لخصومه.
إن ما يجري اليوم يعكس حالة استهداف ممنهج لمكانة المغرب المتقدمة على مختلف الأصعدة، ولذلك فإن الردّ يجب أن يكون بحزم ووضوح، لا فقط من قبل الدولة، بل من كافة المواطنين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية التصدي لمحاولات الاختراق والتغرير، حمايةً لبلدهم من الانزلاق نحو فوضى سيدفع ثمنها غاليا لا قدر الله.
ما ينبغي اليوم أن يعيه كل مغربي حر غيور على وطنه، هو أن ما يُحاك اليوم ضد المغرب ليس وليد الصدفة، بل هو استمرار لنفس المخطط الذي استُعمل سابقًا في دول عربية أخرى خلال ما سُمِّي بـ"الربيع العربي"، حين تم تسويق شعارات براقة وخطابات عاطفية لاختراق الداخل وضرب استقرار الدول من داخلها، عبر تحريك الشارع وتأليب الناس على مؤسساتهم تحت يافطات كاذبة. والنتيجة كانت مأساوية: دول تحولت إلى ساحات للفقر والدمار والانقسام، وما تزال حتى اليوم تجر ذيول الخراب، بينما انسحب المحرّضون وتركوها تواجه مصيرًا مرًا.
نفس السيناريو يُعاد الآن بلبوس جديد في المغرب، حيث يُستغل البعد العاطفي للقضية الفلسطينية من طرف تيارات وجماعات مأجورة لتنفيذ أجندات معادية، تسعى لخلق فجوة بين المواطن ومؤسسات الدولة، تمهيدًا لإسقاط النموذج المغربي الناجح، أو على الأقل تشويهه وإضعافه.
لهذا، فإن الوعي الجماعي بات اليوم ضرورة وطنية، لأن المغرب مستهدف، ليس فقط في وحدته الترابية، ولكن أيضًا في مناعته المجتمعية، واستقراره السياسي، وصورته الدولية. وكل تساهل مع هذه الحملات الممنهجة، أو انخداع بشعاراتها، هو مشاركة غير مباشرة في تنفيذ مشروع الخراب الذي قُدّر له أن يفشل هنا، كما فشل في كل محاولة سابقة للنيل من المغرب.